في مفاجأة غير متوقعة، يُتوقع أن تتغير النظرة تجاه تطبيق تيك توك الشهير مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث أشار تقرير حديث نشرته "واشنطن بوست" إلى أن الرئيس المنتخب قد يضع حداً لمساعي حظر التطبيق في الولايات المتحدة. يبدو أن ترامب، المعروف بمواقفه الحادة ضد الصين، قد قرر التراجع عن هذا الموقف تجاه تيك توك، في خطوة قد تعتبر خطوة استثنائية ومثيرة للاهتمام.
قانون بايدن لحظر تيك توك
في أبريل الماضي، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن قانونًا ينص على حظر تيك توك في الولايات المتحدة بحجة حماية الأمن القومي. يدعو القانون شركة "بايت دانس" الصينية المالكة للتطبيق إلى بيع أعمالها في الولايات المتحدة خلال عام، وإلا سيواجه التطبيق الحظر الكامل. وتأتي هذه الخطوة استجابة لمخاوف بشأن التأثير المحتمل للحكومة الصينية على بيانات المستخدمين في الولايات المتحدة، وسط اتهامات بأن تيك توك قد يكون بمثابة "أداة للتجسس الرقمي". ومع ذلك، يبدو أن ترامب قد يكون في طريقه لإلغاء هذا القانون، مما يسمح لـ "بايت دانس" بالبقاء كمشغل رسمي للتطبيق داخل الولايات المتحدة.
"مشروع تكساس": محاولة بايت دانس للبقاء في أمريكا
منذ عام 2022، اقترحت "بايت دانس" خطة معروفة بـ "مشروع تكساس" لضمان استمرار عمل تيك توك في الولايات المتحدة. تضمنت الخطة منح الحكومة الأمريكية سيطرة واسعة على عمليات التطبيق محلياً، بما في ذلك إشراف كامل على البنية التحتية للتطبيق والقوى العاملة فيه. لكن إدارة بايدن رفضت الاقتراح، مما جعل الخيار الوحيد أمام الشركة هو بيع تيك توك أو مواجهة الحظر.
وفي ظل ولاية ترامب الجديدة، قد يصبح مشروع تكساس خيارًا مقبولاً. إذا قبل ترامب هذه التسوية، فقد يتمكن التطبيق من تجنب الحظر مع وضع ضوابط تضمن حماية أمن البيانات.
صراع المواقف حول تيك توك: من الحظر إلى الدفاع
ما يثير الدهشة أن ترامب الذي سبق وأصدر أمرًا تنفيذيًا في 2020 يعتبر تيك توك "حالة طوارئ وطنية" قد تحول مؤخرًا إلى أحد المدافعين عن التطبيق. خلال حملته الانتخابية الأخيرة، انضم ترامب إلى تيك توك، ونجح في بناء قاعدة جماهيرية ضخمة وصلت إلى أكثر من 14 مليون متابع. وقد استغل ترامب شعبيته في التطبيق كجزء من حملته، قائلاً: "إذا كنتم تريدون إنقاذ تيك توك، فصوّتوا لترامب"، ما دفع الكثيرين للتساؤل حول تغيير موقفه السابق من التطبيق لانم خافين من ان يكون TikTok أداة للتجسس الرقمي.
وبحسب ما نقلت "واشنطن بوست"، فإن ترامب يرى في تيك توك وسيلة إعلامية فعالة للوصول إلى الشباب الأمريكيين، ويعتبره ورقة سياسية رابحة تساهم في بناء قاعدة مؤيدين قوية في أوساط الفئة العمرية الشابة.
معارضة مستمرة: هل تستمر الضغوط لحظر تيك توك؟
لا يزال هناك عدد من السياسيين والمشرعين من كلا الحزبين ممن يرون أن تيك توك يشكل تهديدًا للأمن القومي، خاصة مع احتمالية تدخل الحكومة الصينية في عمليات التطبيق. وقد اختار ترامب، كجزء من تشكيل حكومته الجديدة، شخصيات بارزة مناهضة للصين، من بينهم السيناتور ماركو روبيو كوزير للخارجية وحاكمة ولاية داكوتا الجنوبية كريستي نوم كوزيرة للأمن الداخلي، وكلاهما مؤيد قوي لحظر تيك توك.
من جهة أخرى، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجع التأييد لحظر تيك توك حتى بين الجمهوريين، إذ انخفضت نسبة المؤيدين لحظره من 50% العام الماضي إلى 32% هذا العام، وفقًا لمركز "بيو" للأبحاث. وتعد هذه الأرقام مؤشرًا على تغير المزاج العام تجاه التطبيق، خاصةً مع استمراره في جذب الملايين من المستخدمين والمبدعين في أمريكا.
تيك توك بين مصالح ترامب والضغوط السياسية
رغم الضغوط من الجهات الأمنية، فإن عودة ترامب قد تفتح نافذة جديدة لاستمرار تيك توك، خاصةً إذا قرر التوصل إلى اتفاق مشترك يضمن للولايات المتحدة السيطرة على بيانات المستخدمين المحليين، مع بقاء التطبيق تحت ملكية "بايت دانس". وتشير تقارير "واشنطن بوست" إلى أن ترامب يرى أن حظر التطبيق سيخدم منافسيه فقط، مثل "فيسبوك" الذي اعتبره "العدو الحقيقي للشعب"، مؤكدًا أن تيك توك يوفر للشباب منصة متنوعة للتعبير.
ما الذي يحمله المستقبل لتيك توك في أمريكا؟
مع عودة ترامب، يبدو أن مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة قد يكون أكثر أمانًا. وبالرغم من التحديات التي يواجهها التطبيق، إلا أن احتمالية وجود تسوية بين الإدارة الأمريكية و"بايت دانس" قد تفتح الباب أمام نموذج جديد لإدارة التطبيقات الأجنبية في البلاد، وتعيد صياغة المعايير الأمنية لتشمل استراتيجيات تعاونية مبتكرة.